الطريق إلي مدني ثبت أنه معقود علي نواصي خيل القوات المسلحة التي تنظر بعيون زرقاء اليمامة إلي كل مدينة في الجزيرة بل إلى كل قرية فيها ،كانت من قبل تري شجرا يسير ولكن الآن صارت تري قشا يتناثر كلما هبت رياحها تجاه تجمع ومناطق المليشيا، يعني أن (أم بنايا شجر) أصبحت الآن (أم بنايا قش) وما أسهل هذه البناية إجتثاثا ثم حرقا.
والي ولاية الجزيرة أكمل جمع حلقات عقده الإداري حيث عقد لأول مرة منذ سقوط مدني إجتماعا بالأمس ضم جهازه التنفيذي في عاصمته الإدارية المناقل وجهازه الأمني، عادت آخيرا بعض طيوره التي هاجرت إلي أعشاشها مرة أخري بريش قوي عدا وزير الصحة الذي لديه تكاليف مهمة في ولاية البحر الأحمر تتعلق بالشأن الصحي في الولاية وبلاشك أن هذا الإجتماع خرج بقرارات مهمة فيما يتعلق بالنواحي الأمنية والخدمية في المناقل والقرشي وبعض المناطق التي طردت فيها القوات المسلحة فلول المليشيا وعردوا إلى غير رجعة وهم يجرجرون أذيال الخيبة والهزيمة.
والي الجزيرة طوال فترة وجوده في المناقل ظل في حركة دائمة يحمل علي كتفه الأيمن ثقل دعم القوات المسلحة ورفدها بالنفير الشعبي المقاتل للقوات المسلحة ومذللا كل العقبات التي تقف في سير هذا الملف المهم ، كتفه الثاني حمل ملف الخدمات التي أصيبت بالخراب من مصادر كهرباء ومياه في بعض القري التي دخلتها القوات المسلحة ولعل دخول إتحاد عمال ولاية الجزيرة في الصف المقاتل كإسناد خدمي في تلك القري كان ظاهرا شاهدنا عددا من المهندسين المتطوعين بذلوا جهدا مضنيا في إعادة تلك الخدمات المهمة ، ولعل والي الجزيرة بإستقباله لهذا الجسم الحيوي المهم فَكَّ (ساجور) الإتحاد الذي ظل معلقا بين السماء والأرض في عهد الوالي السابق والذي سبقه.
إني من منصتي أنظر ….حيث أرى…. أن المليشيا في الجزيرة ضاقت بها تلك الأرض السمراء بمارحبت ، قتل فيهم من قتل وصارت جثتهم منالا للصقور ومن ثم الكلاب ، عردت قياداتها سرا وخفية إلي ملاذات متعددة هربا من جحيم القوات المسلحة ، قيادات نافذة فيهم تم القبض عليهم في الفاو يشار إليهم بالبنان في منظومتهم ، من تبقي منهم جماعات متشظية يتخذون نظرية : ( إن ضاقت عليك بلاد…. شفشفها) !! لأن مصيرك الموت المحتوم .