مقالات

العلاقات اليونانية الأمريكية

د. طارق محمد عمر

بدأت العلاقات بين البلدين رسميا في القرن التاسع عشر ، إذ دشنت العلاقة الدبلوماسية بينهما إبان الحرب العالمية الثانية و كانت اليونان حليفة لاميركا في منطقة البحر الأبيض المتوسط .
بعد انتهاء الحرب تم انضمام اليونان لحلف شمال الأطلسي الناتو و هو حلف عسكري استخباري ، ذلك في العام 1952 .
و في إطار العلائق العسكرية بين الدولتين استضافت اليونان عددا من الفواعد العسكرية الامريكية و منها قاعدة سوتيري في منطقة كريت .
في المجال الاقتصادي يوجد تعاون بين البلدين في محور الطاقة خاصة بعد اكتشاف الغاز في شرق البحر المتوسط .
تتعاون البلدان في مختلف المجالات الأمنية و تتبادلان المعلومات خاصة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب .
لم ترصد حالة تجسس يونانية على اميركا ، بينما أشارت و ثائق ادوارد سنودن إلى تورط و كالة الأمن القومي الأمريكية في عمليات مراقبة للمحادثات الهاتفية و الانترنت لكبار المسؤولين في اليونان و قبرص ، مثلما تم التنصت على المحادثات الهاتفية للسياسيين و رجال الأعمال ، و قد تسبب ذلك في استياء الشعبين اليوناني و القبرصي و أصبح قلقا على السيادة و الخصوصية .
في التركية السابقة قدم إلى السودان نفر من اليونانيين لاغراض تجارية و صناعية منهم يورغوس افروف مؤسس مرسى حي ابوروف النيلي 1843 و هو شخصية و طنية يونانية سميت على اسمه بارجة حربية يونانية شاركت في الحرب العالمية الثانية مما يفهم منه انه كان على صلة بالجيش او الاستخبارات .
مثلما قدم مايسترو بنيوتي حيث أقام في منطقة كازقيل بكردفان لصناعة الجبن في العام 1843 .
و استقر في السودان الشاب كوستا او كوستي و عمل في صناعة الجبن و قد سميت مدينة كوستي على اسمه ، و مقدمه كان في العام 1896 ابان حكم المهدية يشير الى ارتباطه بالمخابرات لاسيما و ان منطقة النيل الأبيض كانت معقلا للثورة المهدية .
بينما قدمت الشابة كترينا إلى الدويم عام 1896 بحثا عن صناعة الجبن ذلك قبل عامين من غزو كتشنر و يبدو انها و زوجها على صلة بالمخابرات ، لتستقر في الخرطوم 3 في العام 1899 .
كذلك في فترة حكم الخليفة عبد الله للسودان عمل الاغريقي جورج فريتاس على تعبئة البارود في مصنع الذخيرة و بالتالي صار قريبا من جيش الخليفة بنا يمكنه من الحصول على اسرار عسكرية .
لكن في عهد المستعمر
البريطاني قدم إلى السودان مئات الاغاريق للعمل في التجارة المحلية و الصادر و الوارد و الزراعة و الصناعة و خدمات الفنادق و البنسيونات و هي لوكاندات او فنادق صغيرة و مطاعم و في مجالات الفن .
من اشهر اليونانيين في السودان جيراسيموس كوندوميخالوس مؤسس مقر الجالية في الخرطوم ، و كوستا موريكيس صاحب متجر و مصنع جبن ، و مالك شركة بزيانوس للأغذية و المشروبات ، و دمتري البازار و اسمه محمد نيكولا كاتيفانيدس و هو حفيد شقيقة سلاطين باشا كان مهتما بتوثيق الفن السوداني سكن حي بانت شرق بالقرب من مدرستي الحربية و البوليس و قشلاق البوليس و منزل المناضل علي عبد اللطيف و كان ديمتري عضوا في جمعية اللواء الابيض و هذه شبهة تجسس .
عانت الراسمالية اليونانية من إجراءات التاميم و المصادرة التي طالت أصحاب المال من الوطنيين و الأجانب من قبل الشيوعيين مطلع ثورة 25 مايو 1969 بغير وجه حق .
لعبت مخابرات الكنيسة اليونانية الارثوذكسية ادوارا تفتقر للأخلاق من تنصير لشباب سودانيين مسلمين عبر ابتزازهم بحسناوات اليونان و زرع عملاء و جواسيس في مختلف مؤسسات الدولة بسير ذاتية مزورة ، و زادت تلك الأنشطة بعد تطبيق الرئيس نميري التشريعات الاسلامية سنة 1983 .
و تفاقم الأمر بعد ارتباط حكومة الصادق المهدي بايران و مجيء ثورة الإنقاذ الوطني في 30 يونيو 1989 .
و حيث ان لامصلحة لدولة اليونان في تلك النشاطات يرجح انها تصب في خانة دولة ثالثة عظمى .
د. طارق محمد عمر .
رئيس لجنة الشؤون الأمنية بتجمع الاكاديميين و الباحثين و الخبراء السودانيين .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى