
فرنسا اسم مستمد من اسم قبيلة الفرنجة الجرمانية ، وفي اللاتينية تسمى فرانسيا اي ارض الفرنجة .
واميركا اسم منسوب إلى اميريغو وهو اسم ايطالي جرماني ومعناه الحاكم القوي .
شرعت فرنسا في احتلال أميركا الشمالية سنة 1608وكانت البداية بمنطقة كيبيك ثم لويزيانا واكاديا ثم جزر سان بيير وميكلون وجزر الكاريبي .
كان لفرنسا تأثير ثقافي على المناطق التي اخضعتها لاستعمارها ووطدت علاقتها بالسكان الاصليين ( الهنود الحمر ) .
خسرت فرنسا معظم مستعمراتها لصالح بريطانيا في حرب السنوات السبع بينهما ذلك بين الأعوام(1756/1763) .
باعت فرنسا مستعمرة لويزيانا إلى أميركا عام 1803الشئ الذي ضاعف المساحة الأمريكية.
قدمت فرنسا دعما ماليا وعسكريا لسكان المناطق التي استعمرتها بريطانيا (1775/1783) فاندلعت الثورة الأمريكية ضد بريطانيا ، وفي العام 1778وقعت فرنسا معاهدة مع أميركا مما عزز العلاقات بين البلدين .
ادت سياسات نابليون بونابرت ابتداء من العام 1779 إلى توتر في العلاقات الفرنسية الأمريكية أدى لوقف أميركا التبادل التجاري مع فرنسا .
شهد القرن التاسع عشر زيادة في معدلات الهجرة الفرنسية إلى أميركا رغم التقلبات السياسية والتجارية بين البلدين .
وفي السودان ومصر خططت فرنسا للثورة المهدية والعرابية ضد الوجود البريطاني المسنود من أميركا ويبدو ان ثوار المهدية قتلوا القتصل الأمريكي/ عازر عبد الملك قصدا عند فتح الخرطوم يوم 26 يناير 1885.
تحالفت فرنسا مع أميركا في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، بينما فترت العلاقة بين البلدين عقب انتهاء الحرب فرنسا كانت قلقة من الانعزال الأمريكي بينما ارتابت أميركا في التوسع الفرنسي في القارة الأوربية، لكن ما لم تدركه مخابرات أميركا ان سبب فتور العلاقة يعود للثورة الشيوعية البلشفية التي قادها لينين في روسيا بدعم مالي ومعلوماتي وتخطيطي فرنسي للنيل من الراسمالية ممثلة في بريطانيا واميركا .
خلال الحرب العالمية الثانية تحالفت الدولتان وشاركت أميركا في تحرير فرنسا من القبضة النازية الألمانية ، ثم توثقت علاقة البلدين في إطار حلف الناتو .
في فترة الحرب الباردة ابتداء من 1946كانت فرنسا حليفة لاميركا لكنها اعترضت على سياسة الهيمنة الأمريكية والتدخل في فيتنام ، وفي تقديري ان السبب هو تبني فرنسا عبر يهودها وشيوعييها للشيوعية وان لم تصرح ، ومعلوم ان فيتنام كانت من الدول الشيوعية .
وبرغم توتر علاقة البلدين الا ان التبادل التجاري بينهما ظل مستمرا والتنسيق بشأن التغيرات المناخية وعلى المستوى الأمني نشطتا في مكافحة الارهاب والمقصود الحركات الاسلامية لأنها معادية للشيوعية هذا من الجانب الفرنسي ، اما الجانب الامريكي فمبعثه التخوف من الاسلاميين لخلافات سياسية حدثت عند الاطاحة بحكومة جمال الدين الافغاني في كابول بتدبير استخباري بريطاني .
انسحبت فرنسا من القيادة العسكرية لحلف الناتو عام 1966 لخلافات مع أميركا تتعلق بهيمنتها على أوروبا وسياساتها في الشرق الأوسط رغم ان الحلف عسكري استخباري مهم .
وكانت فرنسا قد اعترضت على حرب الخليج الأولى 1990/1991 واستخدمت حق الفيتو لمنع غزو واحتلال العراق 2003, ، والعراق محسوب على الكتلة الاشتراكية وعلاقته كانت جيدة مع الشيوعيين .
الا ان فرنسا عادت لحلف الناتو سنة 2019 لتقديرات تعلمها .
فرضت فرنسا ضرائب على واردات التكنلوجيا الأمريكية في العام 2019 فوصف ترامب الرئيس الفرنسي ماكرون بالغبي والمقزز والمقرف.
في 2021 تم استبعاد فرنسا من حلف اوكوس الأمني الذي يضم أميركا وبريطانيا وأستراليا فتجددت التوترات .
لعبت المخابرات الفرنسية دورا مهما في حرب الجنجويد بالسودان بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية حيث قامت بتصوير مباني وزارة الدفاع تصويرا سينمائيا واغلب المواقع العسكرية في الخرطوم ،واخترقت طواقم الاجلاء الجوي السوداني الخاص بجرحى العمليات الحربية .
بعد هجوم حماس على اسرائيل في 10 أكتوبر 2023 ووقوف أميركا إلى جانب اسرائيل في تدميرها لقطاع غزة وإجزاء من الضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا عاد التوتر بين باريس وواشنطون .
د. طارق محمد عمر .
رئيس لجنة الشؤون الأمنية بتجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين .
الخرطوم في يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 .