
لاشباع حاجتها الملحة للمواد الخام و الايدي العاملة و الاسواق الخارجية خططت بريطانيا لحكم العالم ذلك في القرن السابع عشر بالتزامن مع الثورة الصناعية و اكتشاف الطاقة البخارية محركا للآلة .
في ذات القرن ابحرت قوات تتبع للجيش الانجليزي و اقامت مستعمرات لبلادها على اراضي أمريكا الشمالية و توسعت في ذلك خلال القرن الثامن عشر ، و نشرت اللغة و الثقافة الانجليزيتين و الكنائس الانجليكانية و استقدمت مبشرين انجليز ، و شادت جامعة هارفارد 1636 و جامعة بيل 1701 , و اقامت مجالس لحكم المستعمرات و اسست المحاكم و سنت القوانين ، و كونت أجهزة الأمن و البوليس ، و شركات للصادر و الوارد .
1776 نالت أميركا استقلالها من بريطانيا بعد ثورات عارمة و مسلحة ، لكن بريطانيا ظلت فاعلة في الداخل الأمريكي عبر مؤسساتها التي شادت .
1812 عملت بريطانيا على تفتيش السفن التجارية الأمريكية و تحرشت مرارا بالبحرية الأمريكية و جندت بحارة امريكيين ، ذلك لأسباب تعلقت بالتجارة الدولية و ما فيها من تنافس فضلا عن الخلاف حول الحدود الأمريكية الكندية ، الا ان الخلافات بين البلدين زالت تدريجيا .
و في السودان نسقت بريطانيا مع أميركا في محاور المخابرات و الصادرات السودانية في حقبتي الخديوية و الحكم الثنائي .
و تحالفتا في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا و في الحرب العالمية الثانية كذلك ، و ساعد مكتب الاتصالات التابع للمخابرات البريطانية في التقاط و كسر الشفرة الألمانية و اطلع المخابرات الأمريكية على ما توصل اليه من معلومات .
و ايدت بريطانيا أميركا في استخدام السلاح النووي قبيل ضربة اليابان في 6 و 7 أغسطس 1945 لكنها لاذت بالصمت بعد التنفيذ .
و بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت بريطانيا في التنازل عن مستعمراتها لصالح أميركا باتمان بخسة نتيجة لتدهور اقتصادها ، فكان ثمن مستعمرة السودان 800 مليون دولارا لاغير و قد تمت المبايعة سرا سنة 1952 ، و هذا يفسر لنا سر التدخل الأمريكي السافر في السودان و اسقاطها جميع الحكومات الوطنية المدنية و العسكرية التي حكمت السودان بعد استقلاله لأسباب بسيطة كان بالإمكان حلها .
صحيح غابت شمس بريطانيا ظاهريا لكنها أرادت حكم العالم عبر الولايات المتحدة الأمريكية بهيمنة القوة و المخابرات .
و ظلت ترسل سنويا نحو 3000 من حملة الدكتوراة في مختلف التخصصات للعمل في أميركا.
و اغلب حكام أميركا جعلتهم من أصول بريطانية عدا أوباما كونه من أصول كينية وجنوب امريكية ، و دونالد ترامب من اصول المانيه و اسكتلندية .
تنسيق كامل بين المخابرات البريطانية MI6 و المخابرات الأمريكية CIA و الامنين الداخليين MI5 البريطاتي و FBI الامريكي .
بريطانيا ساعدت في و جود اسرائيل و اميركا تولت الدعم المالي و السياسي و الامني و العسكري و المعلومات .
تحالف و تنسيق تام بين لندن و واشنطون خلال فترة الحرب الباردة 1946 / 1989 لصد المد الشيوعي .
نفط الخليج اكتشفته و استخرجته بريطانيا و تنازلت عنه و عن نفوذها في المنطقة لصالح واشنطون .
تعاون صناعي كبير بين لندن و واشنطون شاملا صناعة الطائرات و محركاتها و السيارات و التخفيضات الجمركية المتبادلة .
تبادل تجاري يشمل السلع بأنواعها و المواد الغذائية .
وفي الآونة الأخيرة نشط التعاون في الذكاء الاصطناعي و كيفية تطويره و الاستفادة منه .
تعاون و تنسيق تام في المحافل الدولية و الاقليمية و حلف الناتو و القواعد العسكرية و الاستخبارية البرية و البحرية و الجوية .
تعاون و تنسيق علمي و خدمي غير محدود بين البلدين .
سمحت حكومة الرئيس السوداني / عمر البشير للمخابرات الأمريكية و البريطانية بتفتيش خزائن أسرار الدولة و مراجعة الحسابات المصرفية و استجواب من أرادت من المواطنين للتأكد من خلو السودان من الارهاب ، ذلك بعد تاحداث 11 سبتمبر 2001 التي استهدفت برجي التجارة الامريكيين .
و ساعدت بريطانيا أميركا عسكريا و استخباريا في العام 2001 إبان احتلالها افغانستان .
تحالفت الدولتان في غزو العراق في العام 2003 .
وبرغم ما قدمت بريطانيا لصالح بناء الولايات المتحدة الأمريكية الا ان الفائدة التي جنتها ⁹ضئيلة خاصة في المال الذي استأثرت به و اشنطون ، بل اوقعت محكمة امريكية غرامة على شركة البترول البريطانية سنة 2010 تقدر ب 22 مليار دولار نتيجة لتسرب النفط في ساحل المكسيك .
و هاهو / زجون بولتون مستشار ترامب الأمني في حكومته الأولى 2018/2019 يوبخ الحكومة البريطانية و يأمرها بعدم مخالفة رغبات بلاده ، في مشهد يحاكي انتهار ابن عاق لأمه الرؤوم .
و اذا بترامب يفر ض ضرائب على الصادرات البريطانية إلى بلاده الا انه عاد و خفف من و طأتها .
د. طارق محمد عمر .
رئيس لجنة الشؤون الأمنية بتجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 .