مقالات

مخابرات ليبيا

د. طارق محمد عمر

تاسس نظام الحكم السنوسي في ليبيا على يد محمد علي السنوسي ، ذلك في القرن التاسع عشر ، وكون جيشا قويا و استخبارات عسكرية و جهاز أمن غطى ليبيا و الجوار و كانت له شبكات من المخبرين و الجواسيس .
و حدثت سجالات استخبارية و عسكرية مع المعارضين و القوى الاستعمارية .
و نسقت اجهزته المخابراتية مع دولة الخلافة العثمانية التركية و تبادلت معها المعلومات ، كذلك مع السلطان علي دينار في دارفور .
في العام 1911 احتلت القوات الايطالية الأراضي الليبية منهية الحقبة السنوسية .
بسط الأمن الداخلي الإيطالي سلطته على ليبيا باعتبارها مستعمرة ايطالية وجزء من سيادتها ، كذلك نشطت الاستخبارات العسكرية الإيطالية .
من التحديات التي واجهتها أجهزة أمن إيطاليا في ليبيا شراسة المقاومة الليبية خاصة من مجموعة الشيخ / عمر المختار التي كان لها مجموعات من الجواسيس ترصد المحتل الإيطالي و تحركات و ثكنات جيشه و تباغته بالهجمات. ، مثلما عانت من التدخلات الخارجية الداعمة للمقاومة الليبية .
بعد جهد و جهاد طويل نالت ليبيا استقلالها من ايطاليا في 24 ديسمبر 1951 ، و صارت ليبيا مملكة متحدة تحت حكم الملك إدريس السنوسي .
فكون منظومة أمنية داخلية و خارجية و استخبارات عسكرية ، عملت على تامين نظام الحكم و الحد من نشاط المعارضين و حماية الحدود و تعاونت مع أجهزة أمن الجوار و بعض دول أوربا .
و في 1 سبتمبر 1969 قاد الضابط معمر القذافي انقلابا ابيضا اطاح بالملك السنوسي بدعم و تنسيق مع القاعدتين العسكريتين الأمريكية و البريطانية في ليبيا و اعلن قيام الجمهورية العربية الليبية الاشتراكية .
كون القذافي عدة أجهزة امنية منها االأمن الداخلي الذي اهتم بمراقبة المعارضة السياسية و الإسلامية .
وجهاز للامن الخارجي لجمع المعلومات عن المحيط الإقليمي والدولي و القيام بعمليات سرية في الخارج بعضها دموي .
و جهاز أمني خاص باللجان الثورية له نشاط داخل و خارج ليبيا .
لعبت المخابرات الليبية دورا في إيواء المعارضة السودانية لنظام النميري حيث فتحت لها معسكرات للتدريب العسكري داخل ليبيا، و اسفر ذلك عن غزو للسودان قامت به قوات المعارضة بهدف الاطاحة بنظام مايو ، ذلك في 2 يوليو 1976 و استطاع الجيش السوداني و القوات النظامية التغلب عليه .
من جانبه استضاف جهاز أمن الدولة السوداني قيادة المعارضة الليبية برئاسة المقريف و مكنها من تركيب إذاعة للنيل من نظام القذافي .
يوم الجمعة 26 مارس 1984 قصفت طائرة حربية ليبية مبنى الإذاعة السودانية في أمدرمان و الحقت اضرارا بمنزل السيد / بابكر عوض الله و اصابت منزل الإمام / الصادق المهدي بحي الملازمين عن طريق الخطأ الا ان المقذوف لم ينفجر في منزله ، ويبدو ان المخابرات الليبية اعتقدت ان اذاعة أمدرمان هي التي تبث برامج للمعارضة الليبية .
و في 8 مايو 1984 رد الرئيس النميري للقذافي الصاع صاعين بعد ان دبر و خطط و دعم عملية باب العزيزية في ليبيا التي استهدفت حياة القذافي الا انه نجا منها باعجوبة .
نفذت العمليةبواسطةاقوة من المعارضة الليبية .
و استطاع العميد أمن / خضر كوهين ان يصل إلى ليبيا مدعيا انه ضابط جيش معارض لنظام النميري ، و تمكن من لقاء الرئيس القذافي فصدقه و امده بكميات من الأسلحة و المتفجرات و الاموال ، عاد خضر و سلم السلاح و المال الى قيادة الجيش و الجهاز ، و أجرى تفجيرات و همية قرب مناطق عسكرية فابتلع القذافي الطعم .
في 21 ديسمبر 1988تورطت المخابرات الليبية في حادث تفجير طائرة الخطوط الجوية الأمريكية فوق مدينة لوكربي الأسكتلندية واسفر عن مقتل 270 شخصا وحكم فيه على القيادي الأمني عبد الباسط المقرحي بالسجن المؤبد مع تعويض اسر الضحايا ، مثلما حاولت المخابرات الليبية اغتيال عدد منى المسؤولين السودانيين ولكن بعون الله وئدت تلك المحاولات قبل التنفيذ .
تعاونت المخابرات الليبية مع السودانية و المصرية في مجال مكافحة الارهاب و المعارضة الليبية .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 4 سبتمبر 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى