
قال الملك جبريل عليه السلام : لوقدر لي أن أعيش على الأرض بين الناس لسقيت الماء واصلحت ذات البين .
وزير خارجية السودان المخضرم د. علي يوسف قال : السودان ربطته علاقات جيدة جدا بدولة الأمارات متمنيا نجاح مبادرة الرئيس التركي / الطيب اوردوغان في الصلح بين البلدين .
سردية العلاقات بين السودان والامارات :
حتى العام 1969 كانت دولة الأمارات العربية المتحدة مشيخات متفرقة على صحراء جرداء لارابط بينها سوى العروبة والدين .
البريطانيون اكتشفوا النفط في الأمارات سنة 1967 وبدا الصادر بكميات قليلة خلال العام 1968 ليصبح بكميات تجارية في سنة 1969 .
البريطانيون نصحوا الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان كبير المشايخ وحكيمهم بأن يستعين بالخبرات السودانية في بناء دولته .
بعثت حكومة السودان بخير بنيها لإنجاز المهمة .. فكان احمد علي ابوبكر رئيسا للقضاء والفاضل عمر محمد للصحة وكمال حمزة لامارة دبي واللواء / عبد الرحمن محجوب مستشارا أمنيا للشيخ زايد .. وآخرين من الاكفاء .
كانت البداية بتخطيط المدن وفتح الطرق وتشييد دواوين الحكم والقضاء والادارة والمشافي والمدارس واقسام الشرطة ووحدات الجيش والامن والمخابرات والمدارس والموانئ البحرية والجوية .
بعد العام 1970 بدأت دولة الأمارات تظهر للوجود بثوب قشيب.
كان السودان أقرب دولة للامارات التي استوعبت عشرات الآلاف من أبنائه في مختلف الوظائف .
استثمرت الأمارات اكثر من 11 مليار دولار في مشاريع متنوعة بالسودان عدا المنح والهبات والمساعدات الانسانية .
كيف حدثت الوقيعة بين البلدين ؟ .
في إطار افشال الدولة السودانية عمل الغرب على عزلها اقليميا وعالميا .. واختار الأمارات كونها المستثمر الأكبر في السودان .. وكلاء الغرب في المحيط الاقليمي وسوسوا في صدور حكامها بأن الاسلاميين السودانيين يعتزمون تدبير انقلاب عسكري يطيح بحكومة الأمارات ويسند الامر للإخوان من بتيها .. وبالفعل تم ترتيب حركة انقلابية استعانت بعسكريين سودانيين مقيمين في الأمارات .. على الفور تم رفت الاسلاميين الاماراتيين من الوظائف العامة .. وتم إعفاء كثير من المغتربين السودانيين والعرب من وظائفهم وطلب منهم مغادرة البلاد لشبهة الانتماء للإخوان .
الغرب اخترق احد أجهزة الأمن فتم إرسال الشاب ايمن المامون وهو ابن اللواء / حسن المامون صديق الرئيس البشير .. ارسل إلى الأمارات للإطلاع على الحسابات المصرفية لحكامها بغرض التأكد من تحويلهم اموالا لاحد المشتبه فيهم من العاملين حول الرئيس البشير .
شرع ايمن في العملية فتم إبلاغ السلطات الاماراتية .. ضبط ايمن وحكم عليه بالسجن المؤبد .. رفضت الأمارات كل الوساطات لاطلاق سراحه بما فيها وساطة البشير وإخوانه.
شاركت الأمارات في تدبير الانقلاب على البشير بواسطة اللجنة الأمنية الذي قاده الفريق اول / عوض بن عوف .
حكم د. عبد الله حمدوك لأربع سنوات عجاف .. فشل أمني واقتصادي وسياسي وخدمي .. والسودان المتهاوي حينها لايحتمل هذا .
إستلم الجيش مقاليد الحكم فطفق العملاء يوسوسون في صدور حكام الأمارات بأن الجيش إسلامي ويعمل على تمكين أعضاء حكومة البشير .. وحدث ما حدث .
اخلص إلى أن الخلاف بين الأمارات والسودان مختلق من الغرب .. وهو يخالف الدين والعروبة والقربى .
منذ صباي الباكر حدثني عمي الفاضل عمر ووالدي عن الشيخ زايد وأسرته.. معددان ماثره في الحكمة والوفاء والكرم والشجاعة والمروءة .. حتى حسبته عمي وأبنائه إخوتي .
الله اسأل أن يوفق اوردغان في مسعاه.
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 26 ديسمبر 2024 .