
القراءة السليمة لوضع السودان الراهن تقول بوضوح إن ما فوق فتحة الغربال هو الشعب العظيم، الذي التف حول قواته المسلحة في لحظة فارقة من تاريخ الوطن، التفاف لم يكن وليد الخداع الإعلامي ولا الشعارات الطارئة، بل نابع من وعي عميق بأن هذه البلاد يراد لها أن تُطعن من الخلف بخنجر مسموم
شعب آمن أن جيشه هو السد الأخير، فمدّ له يده، ووقفت إلى جانبه أحزاب وطنية وكتل سياسية عرفت أن الحياد في زمن الخطر خيانة، بعض هذه القوى لم تكتفِ بالتصريحات، بل دفعت بعضويتها إلى الميدان، تقاتل كتفاً بكتف مع القوات المسلحة دفاعاً عن شرف الأرض وكرامة الإنسان
بوتقة هذا التكاتف الوطني صنعت درعاً فولاذياً حول الجيش، فازدادت قوته يوماً بعد يوم، حتى صار النصر مشهداً يومياً في الخرطوم والجزيرة وسنار وأجزاء من شمال كردفان، حيث تهاوت المليشيا وهربت مولية الدبر ، وعاد الوطن شيئاً فشيئاً إلى حضن أبنائه
أما تحت الغربال… فهناك المشهد الملوث، أحزاب من الكرتون المخلوط بالفلين، باعوا مواقفهم بثمن بخس، ووقفوا مع التمرد، يقتاتون من موائد المال المشبوه، يتبادلون الخيانة على صواني الدولارات، لكن ما بين تلك الصفقات، انكشف عجزهم، وتبددت وعود الممولين، حتى أن بعض حلفاء المليشيا من الحركات المسلحة أغلقوا ملفاتهم وانسحبوا من الحرب بعد أن أدركوا أن الكذب لا يصنع تحالفاً ولا المال يبني وطناً
إني من منصتي أنظر….حيث أري…. أن الغربال يتكدس تحته الغبار والزوائف، أما فوقه فالوطن الحقيقي، شعب وجيش وأرض تقاتل لتعيش،
هكذا يفرز الغربال السودان من جديد… من هو للوطن، ومن هو عليه.