مقالات

رواندا التعافي و النهضة

د. طارق محمد عمر

رواندا اسم مشتق من كلمة روا التي تعني الأرض او الوطن او ارض الشعب او وطن الشعب في لغة الكينيارواندا و هي اللغة الرسمية في البلاد .
كيغالي هي العاصمة و اسمها يعني مكان التلال او مدينة على التلال و هي تقع في وسط الدولة .
رواندا دولة أفريقية صغيرة عرفت الاستيطان البشري بعد العصر الجليدي حيث سكنها الصيادون و جامعو الثمار ثم البانتو و هم اسلاف المجموعات الزراعية الرواندية .
تألفت رواندا من ممالك صغيرة بما فيها منلكة رواندا في القرن الخامس عشر التي شهدت توسعا في القرن التاسع عشر في عهد الملك روابوجيري .
في العام 1885 وقعت رواندا تحت حكم المستعمر الالماتي الذي كان محتلا لتنزانيا التي كانت تعرف بشرق أفريقيا الألمانية .
عمل المستعمر الألماني على فرض سيطرته على رواندا بنظام عسكري و امني و اداري ، فعبد الطرق ومدد خطوط السكة حديد مما أدى لازدهار الإنتاج و نمو الاقتصاد .
شجع التعليم النظامي و أدخل الارساليات للتبشير المسيحي .
أدخل زراعة البن و الشاي و الكاكاو و القطن فزادت معدلات الصادر ..
و من بلب فرق تسد قربت ألمانيا قومية التوتسي على حساب الهوتو ، و اعطتها مناصب في الحكم و الادارة مما عزز من مكانتها الاجتماعية وادى لتوتر مع الهوتو .
مددت ألمانيا مخابراتها و استخباراتها إلى رواندا لمراقبة الحراك الوطني و السياسي المعارض للاستعمار .
استغلت ألمانيا المعادن الموجودة في رواندا لصالحها خاصة القصدير و التنتالوم و التنجستن .
في العام 1916نالت رواندا استقلالها من ألمانيا مع نذر الحرب العالمية الأولى .
و في ذات العام احتلتها بلجيكا بنظام الانتداب من قبل عصبة الامم .
ضاعف الاستعمار البلجيكي من التوترات لدى المجتمع الرواندي بتقريبه للتوتسي و إهماله الهوتو من حيث التعليم و التوظيف فضلا عن إصدار بطاقات هوية يتصدرها اسم القبيلة .
و اصلت بلجيكا في مد و تعبيد الطرق و الجسور و السكة حديد و ادخلت تقنيات زراعية حديثة زادت من معدل الإنتاج ، مثلما اهتمت بالتعليم و الصحة .
اهتم قلم المخابرات البلجيكي بجمع المعلومات عن الناشطين السياسيين و رموز المجتمع الرواندي ، حتى مل الشعب الرواندي من المراقبة و التجسس و طالب باستقلاله .
في العام 1962نجح الشعب الرواندي في الضغط على البلجيك حتى نال استقلاله .
في سنة 1963 اندلعت اشتباكات بين الهوتو و التوتسي في إطار الصراع على السلطة و الثروة ، وفي العام 1990 شنت جبهة التحرير الوطني الرواندي التي تضم توتسيين منفيين ، هجمات على حدود رواندا الشمالية.
و في سنة 1994 حدثت اشتباكات بين الهوتو والتوتسي استمرت لنحو 100 يوم خلفت نحو مليون من الضحايا .
بعد أن هدات المعارك عملت الحكومة على إعادة بناء الدولة وتطوير الاقتصاد بالتركيز على الزراعة والسياحة مثلما اهتمت بالتعليم والتعافي الوطني.
تم تشكيل حكومة وحدة وطنية من مختلف الوان الطيف السياسي واعيد اللاجئين إلى بلادهم ثم دمجهم وكونت لجنة وطنية للمصالحة الوطنية ، و انشئت محاكم للنظر في الجرائم المرتكبة خلال الابادة الجماعية .
و تم إصلاح أجهزة الأمن و المخابرات والاستخبارات لحماية الدولة .
العلاقات السودانية الرواندية جيدة على المستوى الدبلوماسي و السياسي و الامني و الاقتصادي .
رواندا الآن قبلة الانظار .
اذن بالإمكان تعافي السودان ليعود سعيدا .
د. طارق محمد عمر .
رئيس لجنة الشؤون الأمنية بتجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين .
الخرطوم في يوم الخميس 9 أكتوبر 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى