نظمته سفارة السودان بأثيوبيا مع نخب سودانية عاملة في منظمات دولية،، لقاء أديس أبابا،، تطويع العلاقات، لمعالجة الأزمات..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

تفاعل إيجابي مع قضية السودان، وتفاؤل بالمساهمة في إعمار ما دمرته الحرب..
دور مرتقب بحشد الدعم الدولي، وإبقاء السودان في دائرة الاهتمام العالمي..
السفير الزين: التطورات بالسودان انعكست إيجاباً على المواقف الإقليمية والدولية..
نظمت سفارة السودان بأثيوبيا فعالية نوعية جمعت النخب السودانية العاملة في المنظمات الإقليمية والدولية والهيئات الدبلوماسية المقيمة بالعاصمة أديس أبابا، وذلك بقصر الضيافة بمجمع البعثة السودانية، وجاءت المبادرة التي ” تسودنت فيها العلاقات الإنسانية” في توقيت حرج وبالغ الأهمية، لتشكل منبراً لتعزيز الصلات بين الدولة السودانية ومواطنيها في مواقع المسؤولية الدولية، حيث جلس الجميع للتفاكر والتشاور والتحاور حول قضايا الوطن، وبحث أوضاع العاملين بالخارج، والدور المنتظر منهم تجاه الوطن، وما يمكن أن يقدموه للبلاد وهي تقبل على مرحلة طي ملف الحرب، وفتح صفحة إعادة إعمار ما دمرته الحرب التي عصفت بالبلاد.
تنوير ضافٍ:
وقدم سفير السودان بأثيوبيا، ومندوبه الدائم لدى الاتحاد الأفريقي السفير الزين إبراهيم حسين تنويراً مفصلاً وضافٍ تناول من خلاله تطورات الأحداث والأوضاع الأمنية والسياسية التي يشهدها السودان، مستعرضاً التقدم المطرد للقوات المسلحة والقوات المساندة لها وامتلاكها زمام المبادرة في مختلف محاور وجبهات القتال، هذا فضلاً عن الحراك السياسي والمساعي المبذولة لتحقيق الانتقال المدني عبر تشكيل حكومة الأمل بقيادة رئيس الوزراء الدكتور كامل الطيب إدريس، وأكد السفير الزين إبراهيم حسين أن الانتقال المدني في السودان والانتصارات الساحقة والمتلاحقة للقوات المسلحة والقوات المساندة لها، انعكست على التحولات الإيجابية في موقف الاتحاد الأفريقي، والمجتمع الدولي الذى رفض ما يسمى بالحكومة الموازية وكل الخطوات التي تؤدى إلى تقسيم السودان وزعزعة استقراره، مبيناً أن السودان يعوّل كثيراً على أبنائه العاملين في الخارج وخاصة النخب العاملة في المؤسسات الدولية والإقليمية للمساهمة بشكل فاعل في مشروع إعمار وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
تفاعل مع قضايا الوطن:
ومن هنا فمن الواضح أن لقاء أديس أبابا، لم يكن مجرد احتفاء رمزي بالنخب السودانية العاملة في المنظمات الإقليمية والدولية والهيئات الدبلوماسية فحسب، وإنما كان فرصة للتفاعل الحقيقي مع قضايا الوطن وقراءة رسائل استراتيجية مهمة تبلور المعنى الحقيقي لحاجة السودان إلى كل أبنائه، وخاصة أولئك الذين يمتلكون شبكة علاقات وخبرات ومواقع تمثيلية مؤثرة في المحافل الإقليمية والدولية، ذلك أن النخب السودانية العاملة في منظومة الاتحاد الأفريقي، وفي الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، والمؤسسات الدبلوماسية الأخرى، تمثل جميعها رأسمالاً بشرياً يمكن توظيفه لحشد الدعم الفني والفكري والمالي والسياسي لقضايا السودان الحالية، ولقضاياه في مرحلة ما بعد الحرب حيث مشروعات البناء وإعمار ما دمرته الحرب.
أدوار مرتقبة:
ووفقاً لمراقبين فإن أهمية الدور المنوط بالنخب السودانية العاملة في الخارج يكمن في حشد الدعم الدولي، باعتبار أن النخب السودانية التي تتبوأ مناصب مرموقة في المؤسسات الإقليمية والدولية، يمكنها التأثير في قرارات المؤسسات المعنية لضمان إبقاء السودان تحت دائرة الاهتمام العالمي بعيداً عن التهميش، ويقع على عاتق هذه النخب السودانية مسؤولية المساهمة في مشروع إعادة إعمار ما دمَّرته وخرَّبته الحرب، وذلك عبر نقل الخبرات، وفتح قنوات التمويل، وجذب الاستثمارات والمساعدات التنموية الموجهة لإعادة بناء البنية التحتية والخدمات الأساسية، كما يمكن لهذه النخب السودانية أن تعمل على تحسين صورة السودان في ذهنية المجتمع الإقليمي والدولي ولاسيما في ظل الحملات السالبة الناتجة عن الحرب، حيث يمكن للدبلوماسيين والكوادر الدولية السودانية أن تسهم في إعادة صياغة الخطاب عن السودان كدولة قادرة على النهوض من جديد، كما يمكنهم بناء شراكات إستراتيجية من خلال مواقعهم، بحيث يستطيعون تسهيل عمليات توقيع اتفاقيات تعاون وشراكات مع دول ومنظمات إقليمية ودولية لصالح السودان.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن الفعالية التي استضافتها سفارة السودان بأثيوبيا، لم تكن مجرد لقاء عابر، وإنما يمكن اعتبارها بداية قوية لخلق جبهة خارجية من النخب السودانية تتلاحم لدعم الداخل، ولتكن أديس أبابا أول الغيث، وعلى المحطات المهمة في العالم أن تعمل على إقامة مثل هذا اللقاء النوعي من أجل التأسيس لرؤية تشاركية بين الدولة وأبنائها في الخارج، بما يضمن تحول التجارب الفردية إلى قوة جماعية ترفد مشروع إعادة البناء الوطني، وتؤكد حقيقة الاستفادة من الدروس والعظات التي اُستخلصت من الحرب.