
اليهودي الفرنسي الأصل المصري الجنسية / هنري كورييل راعي التنظيم الشيوعي المصري ( حدتو ) كان مؤمنا بمقولة للينين : ان السلطة تقرر واقع الحال و ان كل شئ يخضع لارادتها و حكمها .
من هنا كان تجنيد ضباط و عساكر للتنظيم البلشفي السري موضع اهتمامه .
و كان من أهم اسباب نجاح ثورة لينين سنة 1917 و قوف عسكريين شيوعيين إلى جانب الثوار .
ثورة 23 يوليو 1952 المصرية نالت إعجاب الشاب عبد الخالق محجوب ، خاصة و ان ثلاثة من الضباط المحسوبين على الشيوعية كانوا ضمن قيادتها .
كان لعبد الخالق مراسلات مع التنظيم الشيوعي البريطاني عن طريق مدير مصلحة الآثار السودانية مستر / شيني و هو كادر شيوعي بريطاني ، أ ما رسائل عبد الخالق فكانت تعنون باسم الطالب الشيوعي / مكاوي خوجلي و هو مندوب الحزب في لندن فيوصلها لقادة الحزب البريطاني .
علم عبد الخالق من قادة الحزب البريطاني أن النظام المصري الجديد ما هو إلا رسول لاستعمار بديل للاستعمار البريطاني و ذراع للمخابرات الأمريكية ، هذه المعلومات و صلت الاتحاد السوفيتي كذلك ، فتردد عبد الخالق و قادة الاتحاد في تأييد الثورة المصرية ، الا ان عبد الناصر فاجا الجميع بعقد صفقة سلاح مع تشيكوسلوفاكيا سنة 1955 بددت مخاوف الاتحاد السوفيتي و. عبد الخالق و اطمأنوا لولاء الثورة المصرية للشيوعية .
و عند و قوع العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي على مصر اوفد الحزب أربعة من قادته للقتال في قناة السويس و هم عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة و احمد سليمان و التجاني الطيب بابكر و مأمون محمد الأمين ، و عقب الحرب التقاهم الرئيس/ جمال عبد الناصر في قصر شويكار مثمنا مشاركتهم في القتال .
قبيل اعلان الاستقلال من داخل البرلمان فكرت قيادة الحزب في تكوين خلايا شيوعية داخل الجيش .
اجتمع عبد الخالق و احمد سليمان لوضع خطة لتكوين تلك الخلايا .
كانت البداية هي الحصول على قائمة بأسماء الضباط و عددهم حينها لم يتجاوز ال 350 ضابطا ، ثم حددت اسماء الضباط المؤيدين للنظام المصري وكان من بينهم محمود حسيب و شنان و جعفر نميري ، و سلموا نداء من التنظيم الشيوعي يبدي رغبته في تكوين تنظيم للضباط الاحرار .
بينما وجه طلاب المرحلة الثانوية الشيوعيين بالالتحاق بالتدريب العسكري في المدارس و المعروف باسم ( الكاديت ) تمهيدا لدخولهم الكلية الحربية .
تم تكوين تنظيم شيوعي من طلاب الكلية الحربية و قسم على هيئة خلايا ، عضوية الواحدة لاتزيد عن ثلاثة ، تحت إشراف الشيوعي مصطفى أحمد الشيخ داخل و خارج الكلية .
من بين طلاب الحربية كان مصطفى نديم و بابكر النور وعثمان حاج حسين ابوشيبة و هاشم العطا و عبد المنعم ابودية و محجوب إبراهيم طلقة ، بينما كان الرشيد نور الدين متعاطفا مع الحزب دون التزام .
كان مصطفى ينظم سهرات للطلبة الشيوعيين نهاية كل أسبوع عند خروجهم لمقابلة ذويهم ويمنحهم بعض المال لتلبية احتياجاتهم .
الطلاب الحربيون كانوا يزورون عبد الخالق محجوب في منزله بحي الشهداء لتزويدهم بالفكر الشيوعي و نصحهم، ذلك قبيل زيارتهم لأهلهم. .
كان عبد الخالق يشرف شخصيا على تنظيم الضباط و يجتمع بهم في منازل سرية منها منزل عبد الله محمد فرح بودنوباوي ، و منزل حسن محمد علي ببانت .
اول ضابط جند لصالح الحزب الشيوعي كان القائمقام ( العقيد ) عبد الله الهادي من الدفعة الأولى كلية حربية ، كان يعمل حينها في القيادة الشمالية شندي ، اهله من قرية النوبة جوار المسيد بالجزيرة .
و العقيد حسن إدريس أركان حرب قائد القيادة الشمالية شندي من الدفعة الثانية كلية حربية .
ثم الصاغ او الرائد بابكر النور .
واليوزباشي او النقيب هاشم العطا .
بعد حل حكومة الهيئات 1965 قرر عبد الخالق محجوب الاستعانة بمحمد ابراهيم نقد ( رجل تنظيم و أمن ) عوضا عن أحمد سليمان في الإشراف على تنظيم الضباط الشيوعيين و ينوب عنه في قيادة الحزب حال اعتقاله .
شهدت تلك المرحلة تكوين تنظيم شيوعي سري خاص بصف الضباط الشيوعيين ، و كلف الشيوعي عبد القادر عباس تمساح مسؤول المكتب العسكري و الاستخباري بالإشراف عليه عاونه عمر حاج علي واسمه الحركي فاروق زكريا ، و عبد المجيد النور شكاك واسمه الحركي شقاق ، قيادي استخباري ، و انور زاهر سرور الساداتي .
كانت البداية بسلاح الطيران و الإشارة و المهندسين ثم الذخيرة .
و بعد انشقاق التنظيم الشيوعي في 29 أغسطس 1970 قاد التنظيم العسكري المقدم بابكر النور الملقب بالمايسترو والرائد هاشم العطا سكرتيرا للتنظيم .
في تلك المرحلة أصبح عبد الخالق محجوب يلتقي الضباط سرا في منزل بحي المطار الخرطوم .
معظم الانقلابات خطط لها داخل مدرسة الكادر السري بحي الموردة جنوب ، و كان الضباط يجتمعون في منزل عوض الله ابراهيم نقابي عمالي عالمي و رجل استخبارات مؤهل جدا ، و منزل محمد عبد الجليل الملقب ب حقي و به مكتبة ضخمة للإطلاع و صالة للعب الكوتشينة لذلك كان غطاء مناسبا للانقلابيين .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأحد 20 يوليو 2025 .