
في زيارته الأولى إلى الجارة مصر افصح رئيس وزراء السودان / بروف . كامل إدريس عن وجود طابور خامس في أجهزة الدولة يعيق عمليات الإصلاح والاستقرار .
ان مصطلح الطابور الخامس يعود إلى الحرب الأهلية الإسبانية( 1936 – 1939 ) عندما اعلن احد قادة التمرد واسمه اميليو مولا ان لديه أربعة طوابير عسكرية تتقدم نحو العاصمة مدريد وطابور خامس يعمل داخل المدينة لصالح المتمردين ، و منذ ذلك التاريخ أصبح مصطلح الطابور الخامس يطلق على اي مجموعة من الأشخاص يعملون سرا لصالح عدو او جهة معادية من داخل جهاز او مؤسسة معينة .
والطابور الخامس في المصطلح الإسلامي هم المنافقون ، وفي الإصطلاح الأمني هم العملاء والجواسيس .
العميل هو كل شخص يعمل على تنفيذ مخطط خارجي او مرتبط بالخارج ، من شأنه إلحاق الضرر بالدولة ، لقاء مصلحة شخصية .
اما الجاسوس هو شخص يسعى للحصول على معلومات سرية تتعلق بالدولة ويزود بها جهة اجنبية او مرتبطة بجهة اجنبية ، مقابل مصلحة شخصية .
الجواسيس و العملاء يمكن أن يكونوا مواطنين او أجانب ، منفردين او شبكات .
كثير من اجهزة امن الدول لها جواسيس وعملاء في مؤسسات الدولة السودانية ، تأتي في مقدمتها مخابرات أميركا و بريطانيا و المانيا و فرنسا و مخابرات الاتحاد الأوروبي و مخابرات الكنائس و بعض اجهزة الدول العربية و الافريقية .
وفي الداخل تمارس أجهزة أمن الحزب الشيوعي ادوارا مساعدة لتلك المخابرات الأجنبية .
للحد من تفاقم هذه الظاهرة و من ثم اضعافها لابد من مراجعة قانون العقوبات و إدخال تعديلات على جريمة التجسس لتصبح اكثر شمولا فهي ضامرة في متنها وتعريفها .
واستحداث جريمة العميل التي تعرفها اغلب مخابرات الدول عدا السودان .
إدخال مادة العميل في مناهج الأجهزة الأمنية ونشر ثقافتها وسط الضباط والأفراد .
تدريب منسوبي الأجهزة الأمنية على الاجراءات الجنائية والاثبات نظري وعملي ، إضافة لقانون العقوبات حتى تكون للجرائم الأمنية نهايات قانونية .
مع عدم الرضوخ من قبل الحكومة والمسؤولين لأية ضغوطات خارجية او داخلية تسعى لافلات العملاء والجواسيس من العقاب .
تجدر الإشارة إلى أن بعض مؤسسات الدولة تعمل لمصلحة جهات اجنبية معادية للدولة والشعب .
فانتبهوا يا اولي الألباب .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم السبت 9 أغسطس 2025 .