احتفى بها التايم لاين، وشهدتها منطقة التروس الحدودية،، التقاء ثلاثة جيوش،، الميليشيا في مهب الريح..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

امتلاك زمام المبادرة، وقدرة، على التحرك، وإعادة الانتشار..
روح معنوية عالية للقوات، وفرحة وشغف من أجل بلوغ الهدف..
تنسيق المواقف، وتوحيد الجهود، من أجل نظافة المناطق المشتركة..
تأمين الحدود مع دولة جنوب السودان، وقطع دابر الميليشيا في المنطقة..
احتفى التايم لاين صباح أمس الأحد السادس عشر من مارس 2025م، بالتقاء ثلاثة جيوش من مختلف ولايات السودان والتحامهم في منطقة واحدة، وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بفرح كبير مقطع فيديو يؤرخ لحظة التقاء قوات الفرقة 18مشاة القادمة من ولاية النيل الأبيض، مع قوات الفرقة 17 مشاة القادمة من ولاية سنار، والتحامهما مع قوات الفرقة الرابعة مشاة القادمة من ولاية النيل الأزرق، حيث تعانق أفراد الجيوش الثلاثة وسط هتافات التهليل والتكبير في منطقة التروس التي تقع في المثلث الرابط بين الجبلين، والمزموم، وبوط، وتقع منطقة التروس على بعد نحو 12 كيلو متراً فقط من الحدود مع دولة جنوب السودان.
دلالات التقاء الجيوش:
وتحمل عملية التقاء الجيوش العديد من الدلالات والمعاني التي تبلور حقيقة التعافي الكامل للقوات المسلحة، وامتلاكها زمام المبادرة، وقدرتها على التحرك وإعادة الانتشار، والانفتاح في مختلف محاور وجبهات القتال، والتحول الكامل من خانة الدفاع إلى محور الهجوم، وهو الأمر الذي ينعكس إيجاباً على مسار العمليات القتالية واقتراب ساعة الحقيقة بتحقيق النصر الأكبر، وفي المقابل يمثل التقاء الجيوش صدمة كبيرة ولطمة قوية في وجه ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وإيذاناً ببداية صيف ساخن من العمليات العسكرية التي لا تبقي ولا تذر، لتزداد ميليشيا آل دقلو وهناً على وهن، ووجعاً على وجع، فإما وضع السلاح أرضاً والتسليم، وإما أن تُلقى جثثهم النتنة في نار الجحيم.
ظروف وتحديات:
ومنذ بواكير حرب الخامس عشر من أبريل من العام 2023م، والتي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع بتمردها على القوات المسلحة، ظلت الوحدات العسكرية داخل العاصمة الخرطوم معزولةً تماماً عن بعضها البعض، فوجدت كل قيادة أو وحدة عسكرية، نفسها مُجبَرةً على القتال وحدها دون دعم أو إسناد من الوحدات المجاورة، وما جرى داخل العاصمة انسحب على الكثير من الفرق العسكرية خارج الخرطوم التي مازالت صامدة وصابرة تقاتل الميليشيا المتمردة في جسارة وبطولة وشجاعة تُحسد عليها، وخير مثال لذلك الفرقة 22 مشاة بابنوسة الواقعة في قلب حواضن ميليشيا آل دقلو بولاية غرب كردفان، والفرقة السادسة مشاة الفاشر المسنودة بالقوة المشتركة والمستنفرين والمجاهدين.
ثمرات التحام الجيوش:
ومع تطور الحرب وانتقالها إلى مراحل متقدمة، تعافت القوات المسلحة وتحولت استراتيجياتها العسكرية وخططها القتالية، من الدفاع إلى الهجوم، فآتى هذا التحول ثماره في عملية التقاء الجيوش، فكانت البداية في فبراير 2024م بالتحام قوات وادي سيدنا بالقوات المرابطة في سلاح المهندسين بأم درمان، ونتج عن هذا الالتحام فتح الطريق من كرري إلى قلب أم درمان القديمة ونظافة أحياء ومناطق أم درمان القديمة بما فيها المؤسسات الحيوية كمبنى الإذاعة والتلفزيون، ثم كان التحام جيوش أم درمان مع القوات المرابطة في بحري والخرطوم عبر “سيل وادي منحدر” من الكتل البشرية المقاتلة التي عبرت في سبتمبر من العام 2024م جسر الحلفاية، لتكون محصلة هذا الالتحام تنظيف مناطق شمال بحري، وتسليم بحري خالية من ميليشيا الجنجويد، وفي يناير من العام الجاري 2025م التحمت جيوش بحري مع الجيوش الصامدة داخل القيادة العامة ليتم تحرير القيادة وفك الحصار عنها واستلام العديد من المناطق الحيوية والاستراتيجية كمصفاة الجيلي، ومباني الوزارات، وتحقيق انتصارات ساحقة ومتلاحقة على الميليشيا وخناقها داخل العاصمة، وأصبح إعلان العاصمة الخرطوم خاليةً من التمرد مسألة وقت ليس إلا.
احتفاء منطقي:
لقد كان منطقياً أن يحتفي المواطنون داخل وخارج السودان بهذا الالتحام، وأن ترتفع روحهم المعنوية، مثلما ارتفعت روح القوات المتلاحمة والتي بدت مظاهر فرحتهم تتدفق شلالاتٍ من المصافحة والعناق المبلل بدموع الرجال في منطقة التروس حيث التقى جيل البطولات بجيل الجسارة والتضحيات، فقد انتظرت هذه القوات هذه اللحظة طويلاً، مثلما ظل المواطنون ينتظرون الخلاص النهائي من ميليشيا الجنجويد، فالحماسة التي لامست عنان السماء عند التقاء الجيوش الثلاثة في منطقة التروس، وتلاحمهم معاً وسط هتافات التهليل والتكبير، إنما تؤكد رغبة قوات الفرقة 18مشاة كوستي، وقوات الفرقة 17 مشاة سنجة، وقوات الفرقة الرابعة مشاة الدمازين، وتشوقهم لهذه اللحظة التي تمثل بدايةً لتنسيق المواقف وتوحيد الجهود من أجل نظافة المناطق المشتركة، والقيام بأعمال أخرى تُلحق الأذى والوجع بميليشيا آل دقلو الإرهابية المتمردة.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد التحمت ثلاثة جيوش قادمة من ثلاث ولايات حدودية في خطوة وصفها مراقبون بالمهمة فيما يتعلق بالسيطرة وتأمين حدود البلاد مع دولة جنوب السودان، بحيث يتم قطع دابر ميليشيا الدعم السريع في هذه المناطق الحدودية، وتضييق الخناق عليها وتفويت أي فرصة تحاول من خلالها الالتفاف على القوات المسلحة التي أعلنت جهوزيتها وإعدادها واستعدادها لوجستياً ومعنوياً، من أجل أن تُرهب ميليشيا آل دقلو، وتغيظ آخرين يدعمونها من خونة، ومرجفين، وعملاء، ومنافقين.