اعتقال عشرات الأسر السودانية في ليبيا وترتيبات لعودة 89 ألف سوداني
طرابلس – النصر نيوز
أعرب عدد من اللاجئين السودانيين في ليبيا عن قلقهم البالغ جراء حملة الاعتقالات التي استهدفت المئات منهم خلال هذا الأسبوع في عدة مدن ليبية، وذلك على يد السلطات.
وقال محمد محيي الدين، وهو أحد اللاجئين السودانيين في بلدية صبراتة غربي ليبيا، إن الشرطة داهمت المنازل في وقت مبكر من الأمس، واعتقلت عشرات الأسر السودانية.
وأشار، في حديثه طبقا لـ “دارفور24″، إلى أن الاعتقالات جاءت على خلفية التظاهرات الشعبية المناهضة لوجود الأجانب بشكل عام، الأمر الذي خلّف نتائج وخيمة على السودانيين
وأضاف: “العشرات من الأطفال اعتُقلوا مع ذويهم في مدينة صبراتة بالجبل الغربي، ونُقلوا إلى أماكن احتجاز غير إنسانية، وسط ظروف صعبة للغاية على المستويين الإنساني والأمني”.
وطالب محيي الدين المنظمات الدولية والحقوقية بالتدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية لأوضاع اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب الدائرة في السودان.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية الليبية في بيان مقتضب عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، اطلعت عليه “دارفور24″، إن اللجنة الميدانية التابعة للغرفة الأمنية المشتركة بمديرية أمن صبراتة نفذت صباح الأحد حملة واسعة استهدفت عدداً من المواقع وسط المدينة.
وأشارت الوزارة إلى أن الحملة أسفرت عن ضبط المئات من المهاجرين غير النظاميين، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق أصحاب العقارات التي استُخدمت لإيوائهم.
وفي العاصمة طرابلس، أفاد شهود عيان ومصادر متطابقة بأن جهاز الهجرة غير الشرعية وشرطة مركز غوط الشعال نفّذا حملة أمنية ليلة السبت، اعتُقل خلالها العشرات من اللاجئين السودانيين القاطنين في شارع 10.
وقال اللاجئ النذير أبو أحمد” إن الشرطة أغلقت الطرق المؤدية إلى غوط الشعال، وأوقفت اللاجئين الذين كانوا يستقلون الحافلات وسيارات الأجرة، إضافة إلى مداهمة بعض المنازل.
وكشف عن حالة من القلق والتوتر تسود بين الأسر السودانية، بعد أن أقدم بعض ملاك المنازل على طردهم بحجة عدم امتلاكهم إقامات سارية المفعول.
وأضاف: “لا يمكننا العودة الطوعية إلى السودان بسبب إغلاق طريق المثلث الحدودي، وصعوبة العبور إلى السودان عبر مصر لغياب المستندات الرسمية، فضلاً عن التكاليف العالية والمسافة الطويلة للعبور عبر تشاد”.
وبحسب آخر إحصائية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سبتمبر الجاري، تستضيف ليبيا نحو 357 ألف لاجئ سوداني، من بينهم 193 ألفاً يقيمون في بلدية الكفرة الحدودية مع السودان، و80 ألفاً في العاصمة طرابلس، و10 آلاف في بنغازي.
كما تستضيف مصراتة أكثر من 7,248 لاجئاً، والزاوية 6,190، والجفارة 20,443. أما في الشرق، فتحتضن درنة 5,642 لاجئاً، وطبرق 5,768، والجبل الأخضر 3,822.
وفي السياق، قال إسماعيل عيسى إبراهيم، أحد أفراد الجالية السودانية في ليبيا، لـ “دارفور24″، إن الإجراءات الأخيرة تهدف إلى تنظيم الوجود الأجنبي في البلاد، مؤكداً أنه من المفترض استثناء السودانيين منها نظراً للحرب الدائرة في بلادهم.
وأوضح أن لجان الجالية السودانية والقنصلية والسفارة تعمل على إطلاق سراح السودانيين المعتقلين، لافتاً إلى أن السفارة كوّنت لجاناً للتواصل مع جهاز الهجرة غير الشرعية، وتمكنت من إطلاق سراح المئات خلال هذا العام، سواء ممن أُعيدوا من عرض البحر الأبيض المتوسط أو الذين أُلقي القبض عليهم داخل ليبيا.
وذكر أن اللجنة الخاصة بالعودة الطوعية تلقت 89 ألف طلب في شرق وغرب ليبيا، ويجري الترتيب لبدء تنفيذ العودة في القريب العاجل، غير أن الطرق البرية لا تزال مغلقة، خصوصاً طريق المثلث الحدودي، ما يصعّب إجراءات العودة إلى السودان
