كان يفترض إن يستضيفها البرلمان الأوروبي ببروكسل،، ندوة “الجنجويد وتأسيس”،، ” انقلب السحر على الساحر”..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

الأوروبي يلغي الفعالية ويعتذر للسودانيين عن خطائه..
لوكاس: مكتبي لن يكون منصة لمجرمي الحرب، وطالبت بقصف الجنجويد..
ناشطون سودانيون وأوروبيون يتظاهرون رفضاً لإقامة الندوة..
كبير يثمن موقف الاتحاد الأوروبي، ويطالب بتصنيف الميليشيا جماعة إرهابية..
ألغى البرلمان الأوروبي ندوة كانت مخصصة لمناقشة قضايا السلام في السودان، بعد أن تبيّن أن من بين المتحدثين شخصيات مرتبطة بميليشيا الجنجويد، وتحالف السودان التأسيسي ” تأسيس”، بينهم أحمد تقد لسان، والوليد مادبو، وجاء قرار البرلمان الأوروبي متزامناً مع تظاهرة احتجاجية نفذها ناشطون سودانيون وأوروبيون أمام مقر البرلمان رفضاً لإقامة الندوة، في خطوة عُدّت تأكيداً على التزام مؤسسات الاتحاد الأوروبي بالديمقراطية ورفضها أن تكون منصة لمجرمي الحرب.
حراك سياسي:
وتداعى ناشطون سودانيون وأوربيون، إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ونظموا وقفة احتجاجية رافضة لاستضافة البرلمان الأوروبي الندوة المزعومة لمناقشة قضايا السلام في السودان، ورفع المحتجون شعارات ولافتات منددة بميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة، والانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها في السودان عامة، ودارفور على وجه الخصوص، كما ندد المحتجون بما يسمى بتحالف السودان التأسيسي، هذا وقد نجحت هذه التظاهرة التي نظمها ناشطون سودانيون جاءوا من قلب بريطانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، نجحت في ممارسة المزيد من الضغوط على البرلمان الأوروبي الأمر الذي دفع عضو البرلمان الأوروبي عن ألمانيا لوكاس سيبر إلى إلغاء الفعالية، وتقديم اعتذار بسبب سوء الفهم ومحاولة استضافة ندوة مخصصة لبحث قضية السودان، والتي كان من المفترض أن يتحدث فيها أعضاء من “تحالف تأسيس” بقيادة أحمد تقد لسان، ودكتور الوليد مادبو، بالإضافة إلى أعضاء في البرلمان الأوروبي.
تحركات دبلوماسية:
وكانت سفارة السودان ببلجيكا وبعثته لدى الاتحاد الأوروبي، قد اضطلعت بجهود متعاظمة لمنع استضافة البرلمان الأوروبي الفعالية المعنية والتي حاول منظموها المرتبطون بميليشيا الجنجويد وما يُسمى بـ”حكومة تأسيس” الموازية، خداع الأوربيين بالدعوة إلى إقامة منتدى حول السلام في السودان، وحذرت السفارة السودانية في خطاب ضافٍ، الاتحاد الأوربي من مغبة استضافة هذه الفعالية، منوهة إلى الانتهاكات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ظل يرتكبها هذا الكيان غير الشرعي، وأكدت سفارة السودان ببلجيكا أن استضافة هذا الكيان داخل أروقة البرلمان الأوروبي، يتناقض مع مواقف الاتحاد الأوروبي الداعمة لوحدة السودان وسيادته، داعية البرلمان الأوروبي إلى إعادة النظر في تنظيم مثل هذه الفعاليات وتأكيد التزامه بمساندة وحدة السودان وسلامة أراضيه.
اعتذار البرلمان الأوروبي:
وساهم خطاب السفارة السودانية في بلجيكا في تبصير البرلمان الأوروبي الذي كان مُغيَّباً تماماً من الإشارات التي يحاول منظمو الفعالية إرسالها بإقامة هذه الندوة داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، ليسارع عضو البرلمان الأوروبي عن ألمانيا “لوكاس سيبر” إلى إلغاء الفعالية، ويقدم اعتذاراً رسمياً للسفارة السودانية ببلجيكا، وقال سير خلال مخاطبته الوقفة الاحتجاجية التي نظمها ناشطون سودانيون وأوروبيون رافضون لإقامة الندوة داخل مقر الاتحاد الأوروبي، قال إنه يتحمل كامل المسؤولية عن هذا الخطأ، وزاد: “لم ولن أسمح لمكتبي أن يكون منصة لمجرمي الحرب” وأكد لوكاس سير أن موقفه كان واضحاً منذ خطابه الذي ألقاه في 12 مارس 2025م، ودعا فيه مقاتلات الاتحاد الأوروبي إلى قصف مواقع الجنجويد، موجهاً شكره وتقديره إلى زملائه في البرلمان الأوروبي الذين قال إنهم نبهوه إلى الخلل، مؤكداً أن البرلمان سيظل “مكاناً للديمقراطية لا لمجرمي الحرب”، مجدداً التزامه بدعم الشعب السوداني.
تقدير سوداني:
وأعرب سفير السودان ببلجيكا، ورئيس بعثته لدى الاتحاد الأوروبي، عبد الباقي حمدان كبير، عن تقدير بلاده لموقف الاتحاد الأوروبي المتمثل في إلغاء ندوة كانت مخصصة لمناقشة قضايا السلام في السودان، بعد أن تبيّن ارتباط بعض المتحدثين فيها بميليشيا الجنجويد، وحاضنتها وراعيتها، واعتبر السفير كبير في إفادته الكرامة هذه الخطوة بالإشارة المهمة التي تعكس التزام الاتحاد الأوروبي بموقفه المعلن سابقاً باحترام سيادة السودان، وصون وحدته، والنأي عن أي خطوات أحادية تدعو إلى خلق آليات أو أجسام موازية للحكومة القائمة، وأكد كبير تثمين السودان لهذا الموقف المسؤول الذي يصب في مصلحة الشعب السوداني، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوة أكبر عبر إدانة الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا في حق المدنيين واعتبارها منظمة إرهابية، مؤكداً أن ذلك سيمثل رسالة واضحة بأن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب قيم العدالة والحرية ويضعها فوق أي اعتبارات أخرى.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فإن رفض البرلمان الأوروبي استضافة فعالية يشارك فيها متحدثون من ميليشيا الدعم السريع وتحالف “تأسيس”، تنسجم مع مواقف الاتحاد الداعمة للسودان، والملتزمة بقيم الديمقراطية، والرافضة بأن يكون الاتحاد الأوروبي منصة لمجرمي الحرب، وتمثل الخطوة اعترافاً ضمنياً بجرائم الميليشيا وعزلها دولياً، قبل أن تكون انتصاراً للحراك السوداني الدبلوماسي والسياسي الذي اضطلعت به بعثة السودان لدى الاتحاد الأوروبي، والناشطون الذين احتجوا أمام البرلمان، نصرةً لسيادة ووحدة السودان.