“دُشِّنَ اليوم الاربعاء بمنتدي شروق الثقافي بالقضارف كتاب “فشل مشروع الحداثة في السودان وتحديات ما بعد الحداثة” للكاتب السوداني الدكتور محمد جلال هاشم.”

وقال المؤلف خلال حديثه في جلسة النقاش حول الكتاب إن الكتاب هو خلاصة جهد وتجارب لـفترات الحكم الديمقراطي المتتالية ووالأخري في البلاد، والثورات التي شهدتها. وأضاف أن الكتاب ثمرة للردود الفلسفية والتحليلية على محاولات نقل وتطبيق الفكر الليبرالي وقَطْع الاتصال مع الإمبريالية الغربية، التي تسعى للهيمنة عبر أدوات العولمة والتطورات الحديثة لنهب ثروات وموارد البلاد.
ووصف المؤلف الإمبريالية العالمية بأنها “متوحشة”، علاوة على افتقارها إلى “الإنسانية المُدَّعاة”، مشيراً في هذا الصدد إلى ما يحدث في غزة الآن من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني.
وأكد أن ما يشهده السودان الآن من ويلات على يد مليشيا الدعم السريع يمثل الوجه الخفي لأهداف الإمبريالية والنيوليبرالية التي تحاول بعض القوى السياسية تطبيقها في البلاد.
وأضاف أن كتابه ليس رداً على الحداثة، بل هو فكرا لمواجهة تداعيات العولمة التي تفرض سيطرة الإمبريالية وهيمنتها ونفوذها على النظام العالمي من خلال أدواتها المختلفة، وتَجْرِيد الإنسان السوداني من جوهرِه الروحي وتكوينه وطبيعته المتفردة.ويرى المؤلف أن الكتاب نتاج قيم سودانية متجذرة مرتبطة بـتحرير العقل السوداني لتجاوز الهيمنة السياسية الإمبريالية عالمياً، مشيراً إلى أن الكتاب سوف يكون مُلهمًا ومَقرُوءًا للأجيال القادمة، واصفاً إياه بأنه كتاب للتاريخ يمثل المستقبل والماضي والحاضر معاً.ويرى عدد من المتداخلين أن الكتاب يسجل سِجالاً فكرياً حول مفهوم الليبرالية ودلالات محاولات تطبيقها في السودان، باعتبارها مشروعاً فكرياً غربياً ذا أبعاد شمولية سعت الأحزاب السياسية لتطبيقه كـرافعة لإدارة التنوع في السودان، خاصة عقب ثورة ديسمبر المجيدة، ليمثل طَوْق نجاة لتقلبات الحكم في السودان.