
قُتل أربعة رعاة سودانيين على يد مليشيات إثيوبية مسلحة في منطقة “أبو لسان” التابعة لمحلية باسندة، وتم نهب حوالي 790 رأسًا من الماعز والضأن خلال الحادث.
وأفاد المواطن محمد إبراهيم، بأن المليشيات الإثيوبية هاجمت أربعة رعاة أثناء الرعي وقتلتهم، ثم استولت على المواشي. وعند سماع المزارعين أصوات إطلاق النار، عادوا مسرعين وأبلغوا الأهالي، الذين توجهوا إلى موقع الحادث، حيث قاموا بنقل الجثث إلى المنطقة. وقد سجلت شرطة باسندة البلاغ، وتم تحويل الجثث إلى منطقة دوكة لتشريحها، وهي رئاسة المحلية التي تضم مركز الشرطة والمستشفى.
وأضاف محمد قائلًا: “لقد تعبنا من تكرار القتل والتجاهل المستمر من الحكومة، لكننا نرغب في تنظيم أنفسنا ونقل قضايانا إلى الرأي العام الوطني والدولي، بدلًا من أن تظل محصورة في إطار الفشقة أو القضارف فقط”.
قرية “أبو لسان” تتبع إداريًا لمحلية باسندة، ويفصلها عن الحدود الإثيوبية منطقة سودانية واحدة تُعرف بـ”تايا”، وبعدها تبدأ القرى الإثيوبية. وتعود ملكية المواشي لقبائل اللحوين، الذين يأتون من مناطق البطانة إلى المنطقة خلال فصل الخريف للرعي. وأشار المصدر إلى أن الرعاة يكونون أحيانًا مسلحين، إلا أن المليشيات الإثيوبية تفوقت عليهم عددًا.
وتُعد منطقة باسندة منطقة زراعية، وتحتوي على أراضٍ خصبة للرعي. وذكر محمد إبراهيم أن مثل هذه الحوادث من قتل وسرقة تنشط عادة في موسم الخريف، حيث يبدأ الأهالي بالخروج للزراعة، مما يجعلهم عرضة لهجمات القوات الإثيوبية، التي تنظر إلى وجودهم قرب الحدود كتهديد.
وشهدت منطقة الفشقة الكبرى، بين عامي 2019 و2021، انتشارًا كبيرًا للقوات المسلحة السودانية، التي سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي. لكن منذ اندلاع الحرب الحالية قلّ الاهتمام الرسمي، وانخفض عدد القوات، ما أدى إلى تزايد هذه الاعتداءات.
والجدير بالذكر أن المنطقة تشهد، منذ مطلع مايو، سلسلة من الحوادث المشابهة. ففي 13 تموز/يوليو، تم نهب أكثر من 500 رأس من الماشية، وقُتل أحد الرعاة من اللحوين في منطقة ود عرود، قبل أن تعود المليشيات إلى داخل الأراضي الإثيوبية.
وذكر المواطن عثمان فشقة أن القوات المسلحة السودانية لديها معسكر في منطقة ود عرود يُدعى “معسكر أبو طيور”، لكن يوجد مدخل بين المعسكر والبحر، وهو الذي تستخدمه القوات الإثيوبية للتسلل. وأوضح أن الاشتباكات بين الجانبين تحدث أحيانًا عند التقاء الدوريات.