«غزة» تتنفس صباحا جديدا.. وقف النار يبعث الأمل بنفوس الفلسطينيين

وكالات- النصر نيوز

في أعقاب الإعلان عن التوافق حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين في مدينة شرم الشيخ المصرية، اليوم الخميس، سادت أجواء من الارتياح لدى أهالي القطاع الفلسطيني الذين عانوا على مدى عامين كاملين من ظروف قاسية وآلة حرب لم تتوقف عن حصد الضحايا، لتتعلق آمالهم بجهود الوساطة لإنهاء الحرب.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ إسرائيل وحركة حماس وافقتا على المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب في قطاع غزة، في اتفاق سيتم التوقيع عليه لاحقًا.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من اللقاءات جرت في مدينة شرم الشيخ المصرية، شارك فيها وسطاء مصريون وأمريكيون وأتراك وقطريون؛ لإنهاء حرب دمرت القطاع منذ عامين.

فرحة فلسطينية عارمة

عمَّت الأفراح والاحتفالات الشوارع والميادين الرئيسية في قطاع غزة، وامتدت لتشمل مراكز الإيواء وخيام النازحين، وتجاوز الفلسطينيون أوجاعهم وأحزانهم، وصدحت حناجرهم بالتكبير والهتافات والشعارات الوطنية ابتهاجًا بالاتفاق.

وفي مشهد معبر، تجمهرت حشود كبيرة أمام مجمع ناصر الحكومي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث انضم إليهم نازحون من الخيام ومراكز الإيواء المجاورة، وتصاعدت هتافاتهم التي تطالب بسرعة العودة إلى منازلهم ومناطق سكنهم في شمال القطاع.

من جهته، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فجر اليوم، توجيهات بخصوص التنقل والحركة بالتزامن مع قرار وقف إطلاق النار، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني لضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

صباح جديد في غزة

وفي هذا السياق، قال بشير جبر، مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس، إن الأجواء في القطاع تبدو “مختلفة بالتأكيد” في الساعات الأولى من فجر اليوم الجديد بعد إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأكد “جبر” أنَّ هذا الصباح سيكون مغايرًا تمامًا للأيام التي سبقتها، مشيرًا إلى أن العامين الماضيين كانا من أصعب الأيام التي مرت على القطاع.

وفي وصفه للظروف التي عاشها القطاع، أوضح مراسل القاهرة الإخبارية أنَّ القصف الإسرائيلي لم يتوقف صباحًا ومساءً عن أحياء القطاع بأكمله، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، كما أشار إلى توغل الآليات العسكرية الإسرائيلية باتجاه الأحياء والمدن، والتي عاثت فيها فسادًا وخلَّفت دمارًا واسعًا.

وأوضح أنَّ هذه “الأفراح العفوية” تترجم مشاعر الفلسطينيين الذين كانوا يترقبون المحادثات في شرم الشيخ، مشبهًا الإعلان عن الاتفاق بـ”خروج الدخان الأبيض” الذي كان له انعكاس مباشر على الشارع.

وبحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، بلغت حصيلة الضحايا 67 ألفًا و183 شهيدًا، و169 ألفًا و841 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيًا بينهم 154 طفلًا، منذ السابع من أكتوبر 2023.

اتفاق تاريخي

ومن جهته، وصف الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، التوصل إلى اتفاق المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في غزة بأنه “تاريخي”، مُشيرًا إلى أنَّ هذه اللحظة تمثل نهاية المعاناة التي تحملها الشعب الفلسطيني على مدى عامين.

وفي حديثه لـ”القاهرة الإخبارية”، أرجع “عثمان” هذا التطور إلى عاملين رئيسيين، هما الجهود “الحقيقية” للوسطاء، والتغير الكبير في الموقف الأمريكي والتفاعل بإيجابية” مع عملية التفاوض وجهود إنهاء الحرب.

وأوضح أنَّ الاتفاق يتعلق بالموافقة على “المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار”، والتي تم التوافق فيها على كل البنود وآليات التنفيذ.

وأشار الخبير السياسي إلى أن عملية وقف العمليات العسكرية من المفترض أن تدخل حيز النفاذ “ظهر الغد”، كما أكد أن المرحلة الأولى تتضمن أيضًا “إتمام عملية تبادل أسرى”، والتي تم التوافق عليها بعد “مفاوضات مضنية على مدى ثلاثة أيام”.

واختتم عثمان حديثه بالتأكيد على أن المفاوضات شارك فيها وفود على “مستوى رفيع للغاية من التمثيل”؛ لضمان أن جميع الأطراف مفوضة لاتخاذ القرار.